زيارة نيافة الأنبا أغاثون لأسر الشهداء بقرية دير الجرنوس ومدينة مغاغة

ذهب نيافة الحبر الجليل الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة يوم الأحد الموافق 4/6/2017م، ومعه أثنين من الآباء وكلاء المطرانية ، القمص برنابا اسحق ، والقمص أغاثون طلعت ، وأيضاً اثنان من الآباء الكهنة ، القس أبانوب شحاتة كاهن الشباب ، والقس صموئيل سامي سكرتير المطرانية ، لزيارة أسر الشهداء لتعزيتهم ، ومساندتهم ، في هذا الحدث الجلل ، ولسماع أرائهم ودراسة احتياجاتهم.

وكما سبق وذكرنا إنه من بين شهداء الحادث الإرهابي على طريق دير الأنبا صموئيل ، يوم الجمعة الموافق 26/5/2017م ، عشرة شهداء من إيبارشية مغاغة والعدوة ، من بين الشهداء الذين استشهدوا.

ومن بين أسر الشهداء هناك ، طفلين أراد الله نجاتهما ليكونا شاهدين على الأحداث ، وهما ماركو عايد حبيب ، وأخيه مينا عايد ، أبنيّ الشهيد عايد حبيب تاوضروس ، بقرية دير الجرنوس – مركز مغاغة.

وقال لنا الابن الأكبر (ماركو). أنا وأخي مينا ، كنا مع والدنا الشهيد عايد حبيب ، وبقية شهداء قرية دير الجرنوس ، والشهيدين جرجس وكيرلس محروس جرجس من قرية الشيخ زياد – مركز مغاغة ، اللذان ركبا معهم السيارة الربع نقل ، من على المدق ، متجهين إلى دير الأنبا صموئيل ، وفوجئنا بالإرهابيين قطعوا علينا الطريق ، بالسلاح الآلي ، ورأينا أمامنا على الطريق الشهداء الملقى جثامينهم على الأرض ، والمصابين الذين يصرخون ويستنجدون من شدة ما حدث.

وكما روى لنا الابن ماركو أن الإرهابيين طلبوا من والده ، صاحب وسائق السيارة ، إظهار البطاقة الشخصية تحت تهديد السلاح ، فأعطى لهم البطاقة ، فلما قرأوا الاسم والديانة بالبطاقة ، قالوا له أأنت مسيحي؟ فقال نعم أنا مسيحي ، وعندما طلبوا أن يُنكر إيمانه ويقول الشهادتين ، فرفض بشدة متمسكاً بإيمانه قائلاً: "أنا ولدت مسيحياً ، وعشت مسيحياً ، وسأموت مسيحياً " ، فقتلوه بالرصاص ، وهكذا بقية الرجال الذين معه ، المتمسكين بإيمانهم وعددهم ثمانية أشخاص غيره اغتالوهم كذلك.

أما عن لماذا لم يستشهدا ماركو ومينا مع بقية الشهداء ، الذين كانوا معهم في السيارة ، فهذا يرجع إلى الحفظ الإلهي لهما ، ليكونا هناك شهوداً على الأحداث تقر بما حدث.

وذكر الابن الأكبر ماركو ، أنه كان هناك قائد للإرهابيين ، يوجههم نحو من يقتل الأشخاص، وعندما جاء الدور على الطفلين للقتل ، قال القائد لحاملي السلاح: "لا تقتلا هذين الطفلين ، بل اتركوهما لكي يذهبا ويقصا للنصارى ما حدث لذويهم ، لأبنائهم وبناتهم وأطفالهم"، وبالطبع يقصد القتل والتعذيب والتنكيل والنهب والسلب.

وبعدها أخذ ماركو موبايل والده من جيبه ، وهو ملقى  على الأرض مقتولاً ، وقاد السيارة ، وهذه كانت المرة الأولى التي يقود فيها سيارة ، وخرج بها على الطريق لوجود شبكة اتصالات، واتصل بأهله حتى يحضروا.

أما عن الشهيد العاشر الذي يُدعى مجدي ادوار نجيب ، من مدينة مغاغة ، لم يكن معهم في السيارة ربع النقل ، بل كان مع إحدى السيارات الأخرى التي تعرضت للهجوم الإرهابي ، واستشهد منهم الكثيرين وأصيب كثيرين من الرجال والنساء والأطفال.